يعتبر العديدُ منّا بأن تفوقه في العمل هو السبيل الوحيد للوصول إلى الترقيات المأمولة وتحقيق طموحه في التطور في مجال عمله. في الواقع، يعتبر هذا تفكير منطقي جداً وهو ما يجب أن يحدث حقيقةً، حيث التزامك في عملك وتأدية المطلوب منك بالسرعة والجودة العالية قد توصلك إلى أعلى المناصب، وتثبّت أقدامك في المنشأة التي تعمل بها كما أنها تُسرع ترفعك وحصولك على العلاوات. لكن لحظة! ماذا لو كانت مهارتك في عملك تغطي على مهارة مديرك ؟ هل فكّرت يوماً في هذا الموضوع؟ هل تعرف ما مدى خطورة الأمر؟
تابع معنا المقال التالي لمعرفة الأجوبة والطريقة السليمة التي يجب عليك اتِّباعها…
يقول الكاتب روربرت غرين في كتابه 48 قاعدة للسطوة: "َأَشعِر رؤسائك بالاطمئنان لمكانتهم ولا تدع رغبتك للتأثير فيهم تدفعك لاستعراض مواهبك أمامهم"، هذا كان رأي الكاتب والذي أوافقه تمامًا، سوف يعزز إظهار مهاراتك المتميزة عليهم، إضافةً إلى شعورهم بالتهديد، شعورهم بالقلق منك، فليس الجميع يفهم ما تصبو إليه على النحو الصحيح. نحن نعلم أنّك غالباً ما تريد إظهار مهاراتك ليس انتقاصاً منهم أو من مكانتهم، أو حتى سعياً منك للتخلص منهم وإبعادهم عن أماكنهم، إنما اثباتاً لهم بأنك جدير بتحمل مسؤولية ما وكّل إليك وقدرتك على إدارة مهامك بصورة جيدة.
أحياناً تكون على علم بمدى عدم قدرة مديرك المباشر بالقيام ببعض المهام التي لا يمكن أن تتم إلا من خلاله، لكن يجب عليك أن تدرك تماماً أن هذا ليس عيباً فيه، واحذر أن تنتقص من قدراته، فهو لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد أن بذَل مجهوداً كبيرا للوصول لهذا المنصب، لكن عامل السن والخبرة وتطور الحياة المستمر والسريع قد يحد من بعض إمكانيته التي يجب عليك احترامها.
السؤال الذي ربما يدور في خلد العديد ممن يقرأون هذا المقال، أنه ماذا لو كان فعلاً مديري في العمل غير مؤهل، وأن مهاراتك أعلى منه بشكل كبير؟
إليك بعض النقاط الهامة التي يجب عليك مراعاتها حين تواجه مديراً في العمل ذي قدرات محدودة
لا تُظهر أبداً مدى تفوقك على مديرك
يرغب دائماً المتواجدون في منصب الإدارة الإحساس بالأمان في مناصبهم، كما أن شعورهم بأنهم أكثر ذكاءً ومكراً وجاذبيةً ممن هم حولهم يجعلهم أكثر خوفاً على مناصبهم، حتى لو لم يكن فهمهم لما يحدث حولهم حقيقياً، إلا أن نتائج هذا التفكير قد ينعكس سلباً عليك. قد يُظهر لك مديرك اهتمامه بما تقدمه من عمل رائع وبطرق مبتكرة، إلا أنه يجب أن تكون على يقين في أنه سوف يقوم باستبدالك باشخاص أقل ذكاءً وتهديداً منك حِفاظاً منه على منصبه وخوفه اللا مبرر منك.
انسِب أفكارك وإبداعاتك إليه
ليس بالمعنى الحرفي، بل كن حريصاً على إظهار مدى قدرة إدارته للشركة بتغيير طريقة تفكيرك الشخصية، وأن أفكارك الرائعة ما كانت إلا استمداداً لتوجيهاته وإدارته الحكيمة. في الواقع، أنا شخصياً ضد هذا الأسلوب في العمل، إلا أنه أحياناً تكون مجبرا على استعمال هذا النوع من التملق في الكلام حفاظاً على عملك، خصوصاً إذا كنت لا تشعر بالأمان الوظيفي في المكان الذي تعمل فيه.
لا تحاول تجاهل مديرك في العمل
لنكن واقعيين، حتى لو كان مديرك في العمل ضعيف جداً من الناحية العملية، إلا أنه في النهاية يحظى بمنصب يسمح له باتخاذ أي اجراء يريده ضدك وكلمته بالتأكيد سوف تكون مسموعة من قِبَل الأشخاص في المناصب الأعلى أكثر منك. أي محاولة منك للتواصل مع الإدارة العليا وتجاهله قد لاتُفهم على النحو الصحيح، خصوصاً إذا كان يشعر بالفعل بأنك أكثر منه كفاءةً في العمل. لذلك إلعب بذكاء ولا تجعله يشعر بالخطر من طرفك، فهذا قد يؤدي إلى نتائج لا تُحمد عقباها حتى لو كنت أقدَر من مديرك في بعض المهام.