لكي تعيش بسعادة: أتقن فن التجاهل
ما هي الطريقة الأفضل لعيش حياة بعيدة عن الضغوطات؟
لا، ليست الذهاب في رحلة سياحية إلى جزر المالديف، أو الصعود إلى أعلى قمّة جبليّة للتأمّل.
في الواقع بإمكانك العيش بسعادة حيثما كنت، وفي أي وقت، كيف ذلك؟ بسيطة، يجب عليك اتقان فن التجاهل، تعرّف معنا كيف يكون ذلك…
تجاهل ما تخاف منه
لا ترضخ لمخاوفك بالاستسلام، تغلّب عليها وقاومها، لا تتجاوب مع ذلك الصوت الذي يدفعك دائماً للاستسلام، استخدم عقلك جيّداً ودرّبه بشكل مكثّف على أن تبقى دائماً في حالة إيجابيّة، ولا تقل إنّك لا تستطيع، ولا تتأثّر بإحباطات من حولك وكن متأكداً وواثقاً مما تفعله، ولا تجعل الآخرين يحددون لك ما يجب وما لا يجب عليك فعله. كن أنت كما أنت فقط.
تجاهل المبغضين
تجاهل الأشخاص الذين يأتون إليك فقط للغيبة والنميمة، ويروون عقلك بأمور تافهة لا تفيدك، لا تضيّع وقتك معهم، استغل كل دقيقة من وقتك بعمل مفيد ولا تترك مجالاً للأفكار السلبيّة أن تؤثّر فيك. إذا اتقنت هذا بالفعل، ستجد أنّك بالفعل خلقت مساحة لنفسك لفعل ما تحب وما تريد أن تكون، وهذا ما سوف يجعلك تشعر بالرضا عن نفسك وعيش حياة هادئة بعيداً عن ضوضاء الأفكار السلبيّة التي تزيد الحقد والكره بين الآخرين.تجاهل الأشخاص الذين يأتون إليك من أجل النميمة فقط. تجاهل الأشخاص الذين يطعمونك فقط بأشياء سلبية عن الآخرين.
تجاهل الحقد
لا تجعل الكارهين لك يشغلون حيّزاً من تفكيرك فيهم وطرق بغضهم وكرههم، اسمو بنفسك وتنزّه عن تلك الأفكار المبغضة، بل بالعكس تماماً، متى ما سنحت لك الفرصة لتبدو لطيفاً معهم، افعل ذلك فوراً ولا تتردد، فبذلك أنت تُعامل نفسك بلطف شديد، كن متأكداً أنّك ستشعر براحة خيالية بعد ذلك.
تجاهل من ينتقدونك
تجاهل من يتدخل ويُقحم أنفه في قراراتك ومخططاتك، ولا تجعل لهم سبيلاً عليك في إحباطك، لا تستمع كيف أن ذلك الأمر أو تلك الطريقة فشلت معهم، فتجعلك تتخلّى عن طموحاتك وآمالِك، فليس بالضرورة فشلهم يعني عدم نجاحك، لماذا تتخلّى عن مخططاتك إذا كانت فشلت مع شخص آخر ؟
افعل فقط ما تراه صحيحاً ولا تتوقف عن أبداً.
تجاهل الألم
إن كنت مررت من قبل في تجربة غير ناجحة، فهذا لا يعني فشلك، بالتأكيد أنّك تعلّمت شيئاً جديداً يمكنك تفاديه في المرّات المقبلة. ابتعد فوراً عن أي شخص يحاول أن يسبب لك الألم ويَحُطّ من أحلامك… الآن.
تجاهل بعض أسئلتك
"لماذا الجميع يتطورون وأنا في مكاني ؟"
"هل سوف أنجح يوماً ما ؟"
"هل سأكون سعيداً يوماً ما ؟"
لا تزيد الشك الذّاتي في نفسك، وتوقّف فوراً عن البحث عن إجابات. كن متيقناً في ذاتك، وواثقاً من نفسك، اعمل واسعى واتعب وكافح وكن واثقاً من أنك ستصل، لا تزد همّك ولا تُحِط نفسك بدوامة أفكار محبطة لا تزيدك إلا فشلاً وإحباطاً. عندما تدعو الله في صلاتك "اللهم ارزقني من حيث لا احتسب"، كن واثقاً أنّ الله على كل شيءٍ قدير، لكن، هل طوّرت من نفسك وسعيت لشيءٍ جديد ليتحقق لك ما طلبته؟
أعلم جيّداً أنّه ليس من السهل تجاهل تلك الأمور، إلّا أنّه يجب أن ندرّب أنفسنا على ذلك ونقاومها، يجب أن نتحدّى أنفسنا ولا نرضخ للاستسلام أو الإحباط أو ترك المحاولة، حاول مرّة تلو الأخرى، وجرّب شتّى الطرق، أطلق العنان لتفكيرك وخيالك، وادعو الله أن يُلهمك سبيل النجاح وسبيل الرشاد، وسوف تصل إلى مبتغاك عاجلاً أم آجلاً.
لا تتجاهل الموت
أخيراً، يجب عليك أن تُدرك حقيقة الموت، وحقيقة أننا غير مخلّدون في هذه الدنيا، ويبقى هنا بعض الأسئلة التي يجب أن تسألها لنفسك: "هل سيتغيّر العالم بعد موتي؟ ماذا سيحلّ بعائلتي؟ هل أعددت نفسك جيّداً لهذا اليوم؟ هل سيتذكرني الناس بالخير أم بالشر؟"
جميعنا سعى خلف الدنيا وملذّاتها، ولم نتجاهل أي شيء منها، وتجاهلنا يوم الحق الذي لا مفر منه، ما يجب علينا تجاهله أشغلنا أنفسُنا به، وما يجب أن نهتم به تجاهلناه مع عِلمنا بدنوّه، لهثنا خلف دولار إضافي ظننّا أنّه قد يُحدث الفرق في حياتنا، وتجاهلنا يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
المراجع
Comments